Monday, May 22, 2006

شفرة دافنشي او الكأس المقدسة

شفرة دافنشي او الكأس المقدسة الاسرار والاساطير والتشويق والخيال عرض وتلخيص د. عباس محمد حسن amhi43@yahoo.com رواية دان براون " شفرة دافنشي " ترتبط بأهم سؤال طرح في تاريخ المسيحية وهو : هل كان للسيد المسيح عليه السلام سلالة ؟؟ .. كما ترتكز علي الأسرار والأساطير التي أحاطت بقصة العشاء الاخير للسيد المسيح عليه السلام حيث يمجد الانجيل تلك اللحظات علي انها اللحظات الحاسمة لظهور الكأس المقدسة . وقد عرفت الكلمة قديما باسم سانغريال sangreal- حيث كانت تعني ما له علاقة بالدم ثم تطورت عبر العصور الي مصطلح آخر فاصبحت تعني "الكاس المقدسة " حين انقسمت الكلمة sangreal الي كلمتين san و greal أي "الكاس المقدسة " . لقد أثارت تلك الكلمة مئات التساؤلات والفت مئات الكتب عنها وكانت أكثر المواضيع اثارة للجدل والاهتمام في أوساط المؤرخين . وقد استخدم دان براون بذكائه وبراعته وعبقريته كل تلك المعلومات والأسرار والاساطيرليقدم لنا قصة من أغرب القصص وأكثرها اثارة وغموضا كما وصفها الكاتب " نيلسون دي ميل " فما هو ملخص هذه القصة الغريبة المثيرة كما اوردها دان براون علي لسان أبطال روايته ؟ هنالك جمعية سرية تسمي جمعية سيون تتخذ من فرنسا مقرا رئيسيا لها وتجتذب هذه الجمعية أعضاء متنفذين في كل أنحاء اوروبا ويمكن القول انهم احدي اقدم المجتمعات السرية في العالم وقد ضمت الجمعية افرادا من ارفع الشخصيات في التاريخ ومنهم : بوتيشلّي والسير اسحق نيوتن وفكتور هوجو وليوناردو دافنشي وحديثا جان كوكتو الفنان الباريسي المعروف . وقد كان دافنشي رئيسا للجمعية والمعلم الاكبر من عام 1510 الي 1519 . وكان أعضاء الجمعية يتقاسمون رابطة أخوية تاريخية فقد كانوا ينبهرون بأيقونات الآلهة الأنثي وتقديس الطبيعة ومعارضة آراء الكنيسة .. وللجمعية تاريخ موثق من تبجيل للانثي المقدسة وهي عبارة عن المذهب الوثني لعبادة الآلهة الانثي . وبالرغم من ان دان براون لا ينكر ما قدمته ونشرته الكنيسة الحديثة من خير في العالم المليء بالاضطرابات هذه الايام الا انه يري انه كان لها تاريخ مطبوع بالعنف فحملتها الشعواء التي شنتها بهدف " اعادة الأديان الوثنية التي تقوم علي تقديس الأنثي الي جادة الحق وطريق الصواب " استمرت علي مدي ثلاثة قرون استخدمت فيها طرقا ووسائل تثير الرعب في النفوس . وقد قامت محكمة التفتيش الكاثوليكية بنشر الكتاب الذي يمكن أن يصنف علي أنه اكثر منشور دموي عرفه تاريخ البشرية علي الأطلاق وهو " مالوس مالفيكاروم " – أو مطرقة الساحرات –هذا الكتاب الذي لقن العالم فكرة " خطر النساء الملحدات ذوات الأفكار المتحررة " وعلّمت الأكليروس كيفية العثور عليهن وتعذيبهن وقتلهن . ومن بين اللواتي كانت تحكم عليهن الكنيسة بأنهن " ساحرات " كن كل العالمات والكاهنات والغجريات والمتصوفات ومحبات الطبيعة وجامعات الأعشاب الطبية وأي امرأة يشك بأنها تنسجم مع العالم الطبيعي . (وكان يتم قتل القابلات بسبب ممارستهن المهرطقة حيث يستخدمن الخبرة الالهية – حسب زعمهن - علي النساء عقابا لهن علي ذنب حواء التي أكلت من تفاحة المعرفة ، وهذا ما كان أساسا لنشوء فكرة الخطيئة الأولي ). وعلي مدي ثلاث مائة عام من مطاردة الساحرات حرقت الكنيسة خمسة ملايين أمرأة .. وفي النهاية أثمر تشويه الحقيقة واراقة الدماء ما نراه من أحوال النساء اليوم . فالنساء اللواتي كنّ يوما نصفا أساسيا في التنور الروحي والديني طردوا اليوم من معابد العالم .فلا توجد اليوم حاخامات يهوديات ولا كاهنات كاثوليكيات . والأتحاد الفطري بين الرجل والمرأة والذي يكتمل من خلاله كل منهما ليصبح كلا روحيا واحدا والذي كان يوما فعلا مقدسا تغير مفهومه وأصبح فعلة مشينة . ورجال الأكليروس الذين كانوا يوما يأمرون بالاتحاد مع الانثي التي تكملهم للتقرب من ما يسمونه " الرب " خافوا اليوم من حاجاتهم الجنسية الفطرية ونظروا اليها علي انها عمل من الشيطان بالتعاون مع شريكه المفضل " المرأة " . واستغلت ما كان متعارفا عليه منذ اقدم العصور لارتباط مفاهيم الذكر والانثي بالجهتين اليسار واليمين فاليسار هو الانثي واليمين هو الذكر فأخذت الكنيسة تستغل ارتباط المراة بالجانب الأيسر وأشرعت معاولها هدما وتشويها واساءة لليسار . ففي فرنسا وايطاليا اتخذت كلمة اليسار معني سلبيا خطيرا بينما كان نظراؤهم من الجانب الأيمن مثالا للأستقامة والتفوق والصواب !! وحتي يومنا هذا اعتبر الفكر الراديكالي أنه ينتمي للجناح الأيسر وأيضا الفكر غير العقلاني عقلا يساريا يحمل كل ما هو شرير وفاسد !! لقد ولّي زمن الآلهة الأنثي واصبحت الارض عالما للرجل وامضي الغرور الذكري ألفي عام يصول ويجول طليقا دون نظيرته الانثي . واعتقدت أخوية سيون أن محو أثر الأنثي "المقدسة" من الحياة المعاصرة هو سبب ما سماه شعب الهوبي من سكان أمريكا الأصليين "كويانيسكواستي" أي " الحياة دون توازن " وهو وضع غير مستقر أكبر دليل عليه حروب غذّاها التستوستيرون وكثرة الجماعات المنظمة التي تقوم علي الكراهية ضد النساء واهمال متزايد للأم الأرض . ويمتد تاريخ الأخوية (السري) أي أخوية سيون لأكثر من ألف عام .. وهو تاريخ مذهل من الأسرار والأبتزاز والخيانة وحتي العذاب العنيف علي يد بابا غاضب .. فقد تأسست أخوية سيون في القدس عام 1099 علي يد ملك فرنسي يدعي "غودفروا دو بيون" بعد احتلاله المدينة مباشرة ويقال ان هذا الملك كان يحتفظ بسر عظيم . سر كان في عائلته منذ زمن السيد المسيح عليه السلام وخوفا من ان يضيع هذا السر بعد موته قام بتأسيس جمعية سرية وهي أخوية سيون وكلف أعضاءها بحماية سره وذلك بنقله من جيل الي جيل . وخلال السنوات التي قضوها في القدس سمع أعضاء الأخوية بوجود وثائق سرية مدفونة تحت أنقاض معبد هيرودوت والذي كان بدوره مبنيا علي أنقاض هيكل سليمان . وحسب اعتقادهم كانت تلك الوثائق تثبت سر غودفروا العظيم . كما انها كانت خطيرة بمحتواها الي الحد الذي يجعل الكنيسة مستعدة لفعل أي شيء علي الأطلاق للحصول عليه . وقطع أعضاء الأخوية علي أنفسهم عهدا بأن يحصلوا علي هذه الوثائق من تحت أحجار المعبد عاجلا أم آجلا كي يحافظوا عليها ويحموها الي الأبد حتي لا تموت الحقيقة أبدا . ولتحقيق هذا الهدف قام أعضاء الأخوية بأنشاء فرقة عسكرية وهي مجموعة تتألف من تسعة فرسان أطلقوا عليهم اسم "أخوية فرسان المسيح وهيكل سليمان الفقراء" التي تعرف اكثر بأسم "فرسان الهيكل" .. وكان هناك خطأ شائع بان فرسان الهيكل قد أوجدوا لحماية الأرض المقدسة ولكن فكرة حماية الحجاج كانت الغطاء الذي عمل من تحته الفرسان للقيام بمهمتهم . وكان الهدف وراء وجودهم في الأرض المقدسة هو استعادة الوثائق من تحت أنقاض المعبد . ولا أحد يعرف ان كانوا قد عثروا عليها أم لا ولكن هناك امر واحد يتفق عليه العلماء وهو أن فرسان المعبد اكتشفوا شيئا ما تحت الأنقاض .. شيئا جعلهم أغنياء ومتنفذين الي حد يفوق الخيال .. كان فرسان المعبد في الارض المقدسة خلال الحملة الصليبية الثانية وقالوا للملك بلدوين الثاني انهم هناك لحماية الحجاج في الطريق .. وبالرغم من ان الفرسان لم يحصلوا علي أي عائد مادي مقابل هذه المهمة وفاء لقسمهم بأن يظلوا فقراء الا أنهم أخبروا الملك برغبتهم في الحصول علي مكان بدائي يبيتون فيه ليلا وطلبوا منه الأذن ليسكنوافي الأسطبلات الموجودة تحت أنقاض المعبد . فوافق الملك علي طلب الجنود واتخذ الفرسان مسكنهم البائس تحت ركام المقام الخرب . وبالطبع لم يكن اختيارهم الغريب لذلك السكن عشوائيا علي الأطلاق فقد كان الفرسان علي ثقة تامة بأن وثائقهم المنشودة كانت مدفونة في مكان عميق تحت الأنقاض في حجرة تحت قدس الأقداس . وكانت هذه الحجرة حرفيا مركز الدين اليهودي . عاش الفرسان التسعة هناك حوالي عقد كامل من الزمان يحفرون الصخر الأصم بسرية تامة . وبعد تسع سنوات عثر الفرسان في النهاية علي ما بحثوا عنه طويلا . ثم أخذوا الكنز من المعبد وسافروا به الي أوروبا حيث أصبح نفوذهم واسعا جدا بين ليلة وضحاها .. ولا أحد يعلم بالتحديد فيما اذا كان الفرسان قد قاموا بابتذاذ الفاتيكان أو أن الكنيسة اشترت ببساطة سكوتهم لكن المؤكد ان البابا اينوسنت الثاني قام في الحال في خطوة لم يسبق حدوثها من قبل باصدار أمر رسمي بابوي يقضي بمنح فرسان الهيكل سلطة لا محدودة وأعلن أن لهم قوانينهم الخاصة بهم وانهم قوة عسكرية تتمتع بالاستقلال الذاتي التام بعيدا عن أي تدخل من الملوك والاساقفة أي أنهم مستقلون دينيا وسياسيا . وبفضل هذه السلطة المطلقة التي منحها لهم الفاتيكان توسع فرسان الهيكل الي حد كبير من حيث العدد والقوة السياسية . وجمعوا أراضي وممتلكات عديدة في أكثر من اثني عشرة دولة وأخذوا يمدون الملوك المفلسين بالقروض مع فرض فوائد عليها مما أدي الي زيادة ثرواتهم ونفوذهم أكثر فأكثر وبذلك كانوا نواة نظام البنوك الحديثة ..!! ومع حلول عام 1300 م كان قانون الفاتيكان قد مكّن فرسان الهيكل من حشد قوة عظمي الي درجة قرر معها البابا كليمانت الخامس أنه يجب أن يضع حدا لهم . فقام بالتنسيق مع ملك فرنسا فيليب الرابع بالتخطيط لعملية عبقرية لسحق فرسان الهيكل والأستيلاء علي كنزهم . وبذلك يصبح بامكان الكنيسة وضع يدها علي الأسرار التي حجبت طويلا عن الفاتيكان وبمناورة عسكرية أصدر البابا أوامر سرية مختومة علي أن يفتحها جنوده في نفس الوقت في كافة أنحاء اوروبا يوم الجمعة الثالث عشر من شهر اكتوبر عام 1307 م . وفي فجر اليوم الثالث عشر فتحت الوثائق وكشفت محتواها المروع : فقد ادعي كليمانت في رسالته ان "الرب" -كما قال - قد زاره في الحلم وحذره من ان فرسان الهيكل هم هراطقة مجرمون يعبدون الشيطان وشاذون ويستخفون بالصليب وسلوكيات كافرة اخري . وقد طلب "الرب" من البابا كليمانت ان يطهر الأرض منهم بالقبض عليهم وتعذيبهم حتي يعترفوا بجرائمهم التي اقترفوها بحق "الرب" . تم تنفيذ عملية البابا بحذافيرها . ففي ذلك اليوم تم أسر عدد لا يحصي من الفرسان وتم تعذيبهم بلا رحمة وأخيرا حرقوا علي الأعمدة كالهراطقة والسحرة .. وتنعكس أصداء هذه المأساة اليوم في الحضارة الحديثة حيث يعتبر يوم الجمعة الذي يقع في الثالث عشر من الشهر يوم شؤم . ولكن لم يقض عليهم جميعا بل ما زالت هناك (أخويات) اخري لفرسان الهيكل حتي اليوم وهم موجودون حتي اليوم تحت أسماء مختلفة فقد كان هناك حلفاء ذوي نفوذ واسع تمكنوا من مساعدة بعض الفرسان وتمكن البعض الآخر من الهرب من قبضة الفاتيكان . أما الهدف الحقيقي الذي كان يسعي كليمانت وراءه فكان كنز فرسان الهيكل العظيم الذي يتألف من مجموعة الوثائق والذي يبدو أنه مصدر قوتهم ، لكنه لم يتمكن من الحصول عليه . فقد كانت الوثائق في عهدة مهندسي فرسان الهيكل الغامضين أي أخوية سيون التي كان أعضاؤها محاطين بسرية تامة جعلتهم في مأمن من مجزرة الفاتيكان . وعندما ضيق الفاتيكان الخناق علي فرسان الهيكل قام أعضاء الأخوية بتهريب الوثائق خلسة تحت جنح الليل من مقر للفرسان في باريس علي متن سفن تابعة لهم في لاروشيل . ولكن الي أين ذهبت هذه الوثائق؟؟ يعتقد بانها موجودة في مكان ما في المملكة المتحدة ؟ وعلي مدي الف سنة تم تناقل الأساطير حول هذا السر ومجموعة الوثائق الكاملة وسبب قوتها والأسرار التي تكشفها وكل ذلك اصبح يعرف اليوم بأسم وحيد هو ( سانغريال- ٍSangreal ) لقد منحت وثائق السانغريال لفرسان الهيكل قوة عظيمة لأنها كشفت في صفحاتها طبيعة الكأس الحقيقية . كان الناس يعتقدون ان الكاس المقدسة هي الكاس التي شرب منها السيد المسيح عليه السلام في العشاء الاخير . ولكن دان براون يوضح مرة اخري علي لسان أبطال روايته انه لكي نتفهم ما هي الكاس المقدسة أو الغريل يجب ان نفهم الأنجيل "العهد الجديد" أولا . وان نفهم الرموز التي حاول أحد أهم حماة سر الغريل وهو "ليوناردو دافنشى" الفنان العظيم ان يرشدنا بها الي هذه الكاس المقدسة في أعماله الفنية – وهنا تظهر لنا قدرة الكاتب دان براون في تحليلاته لاستغلال الادلة الرمزية التي تكشفها لوحات ليوناردو وربط ذلك بوجهة نظره فيما يخص العهد الجديد والتي تظهر جلية في "مذكرات دافنشي في اللاهوت الجدلي والتأمل" . فقد كانت مشاعر دافنشي تجاه الأنجيل ذات صلة مباشرة بالكأس المقدسة . لقد كان تأثير السيد المسيح عليه السلام تاثيرا مذهلا أسقط ملوكا وألهم الملايين وتم تسجيل حياته بيد الآلاف من أتباعه في كل انحاء الارض وقد تم أخذ اكثر من ثمانين انجيلا بعين الاعتبار لتشكيل العهد الجديد الا ان القليل منها فقط تم اختياره في النهاية وهي انجيل متّي ومرقص ولوقا ويوحنا . ولكن من الذي قرر أي انجيل يجب اختياره لتشكيل العهد الجديد ؟؟؟ يقول دان براون ( علي لسان ابطال روايته ) ان الانجيل كما نعرفه اليوم كان قد جمع علي يد الامبراطور الوثني قسطنطين العظيم . والامبراطور قسطنطين بالكاد يعتبر مسيحيا فقد كان وثنيا طوال حياته ولم يتم تعميده الا وهو علي سرير الموت حيث كان أضعف من أن يعترض علي ذلك . في عصر قسطنطين كان الدين الرسمي في روما هو عبادة الشمس "التي لا تقهر" وكان قسطنطين كبير كهنتها . لكن لسوء حظه كان هناك هياج ديني متزايد يجتاح روما . فقد كان عدد أتباع المسيح "عليه السلام" قد تضاعف بشكل مهول وذلك بعد مرور ثلاثة قرون من دعوته . عندئذ بدأ المسيحيون والوثنيون يتحاربون وتصاعدت حدة النزاع بينهما حتي وصلت لدرجة هددت بانقسام روما الي قسمين . فرأي قسطنطين انه يجب اتخاذ قرار حاسم في هذا الخصوص . وفي عام 325 قرر توحيد روما تحت لواء دين واحد ألا وهو المسيحية . وبالرغم من وثنيته فقد كان قسطنطين رجل أعمال حاد الذكاء فقد استطاع ان يري ان نجم المسيحية كان في صعود فقرر ببساطة ان يراهن علي الفرس الرابحة . ولازال المؤرخون حتي اليوم يتعجبون لذكاء قسطنطين في الطريقة التي اتبعها في تحويل الوثنين من عبادة الشمس الي اعتناق دين المسيحية . حيث خلق وضعا دينيا كان مقبولا من الطرفين وذلك من خلال دمج الرموز والتواريخ والطقوس الوثنية في التقاليد والعادات المسيحية الجديدة . فآثار الدين الوثني في الرموز المسيحية شديدة الوضوح ولا يمكن نكرانها - حسب رؤية دان براون - . فأقراص الشمس المصرية أصبحت الهالات التي تحيط برؤوس القديسين الكاثوليك والرموز التصويرية لأيزيس وهي تحضن وترضع طفلها المعجزة حورس أصبحت أساس صور السيدة مريم العذراء وهي تحتضن المسيح الرضيع . وكل عناصر الطقوس الكاثوليكية مثل تاج السيف والمذبح والتسبيح والمناولة وطقس "طعام الرب" كلها مأخوذة مباشرة من أديان قديمة وثنية غامضة فمثلا : الأله الفارس "مثرا" مثلا الذي يعود الي ما قبل المسيحية والذي كان يلقب بأبن الرب ونور العالم – كان قد ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر وعندما مات دفن في قبر حجري ثم بعث حيا بعد ثلاثة أيام (قارن مع قصة السيد المسيح في الانجيل!!) والغريب ان الخامس والعشرين من ديسمبر هو ذكري ميلاد اوزيريس وأدونيس وديونيزوس . وحتي يوم العطلة الاسبوعية الدينية في المسيحية كان قد سرق من الوثنيين عابدي الشمس . ففي البداية كان المسيحيون يتعبدون الرب في نفس يوم اليهود شباط أو السبت لكن قسطنطين غيره ليتوافق مع اليوم الذي يقوم فيه الوثنيون بعبادة الشمس Sunday . وحتي هذا اليوم يرتاد الناس الكنيسة صباح كل يوم أحد لحضور القداس دون أن تكون لديهم أي فكرة أنهم هناك يوم احتفال الوثنيين بالشمس المقدسة Sunday أو يوم الشمس . ولكن هل لكل هذا علاقة "بالكأس" ؟ نعم . فأثناء عملية دمج الأديان تلك كان قسطنطين بحاجة لتوطيد التعاليم المسيحية الجديدة فقام بعقد الأجتماع المسكوني المشهور الذي عرف بالمجمع "النيقاوي" نسبة الي مدينة "نيقية" وهي المكان الذي شهد ولادة قانون الأيمان المسيحي . ويدعي دان براون أنه في هذا الأجتماع تمت مناقشة العديد من مظاهر المسيحية والتصويت عليها – مثل اليوم الذي سيتم فيه الأحتفال بعيد الفصح ودور الأساقفة وادارة الأسرار المقدسة وأخيرا الوهية يسوع المسيح . فقد كان المسيح حتي تلك اللحظة في تاريخ البشرية كان المسيح في نظر أتباعه نبيا فانيا .. رجل عظيم وذو سلطة واسعة الا أنه كان رجلا .. انسانا فانيا .. وأقترحت فكرة "ابن الرب" رسميا وتم التصويت عليها من قبل المجلس النيقاوي حيث فازت وقبلت فقد كان تاكيد فكرة الوهية المسيح ضروريا جدا لتوطيد الوحدة في الامبراطورية الرومانية ولأقامة القاعدة الجديدة لسلطة الفاتيكان . ومن خلال المصادقة الرسمية علي كون المسيح ابنا للرب حوّل قسطنطين المسيح الي اله مترفع عن عالم البشر .. كينونة تتمتع بسلطة لا يمكن تحديها أبدا ..وهذا الأمر لم يعمل علي وضع حد لتحديات الوثنيين للمسيحية فحسب ، بل بسبب ذلك لن يتمكن أتباع المسيح الآن من التحرر من الخطايا الا بواسطة طريق مقدسة جديدة وهي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . ان المسألة كلها كانت مسألة سلطة ونفوذ لا أكثر .ان المسيح كمخلص كان ضروريا لتفعيل وظيفة الكنيسة والدولة . ويدعي كثير من الباحثين ان الكنيسة الأولي قامت " بسرقة " المسيح حرفيا من أتباعه الأصليين وذلك بمصادرة رسالته الانسانية ودفنها في عباءة لا يمكن اختراقها من ( الألوهية ) التي استغلوها لتوسيع نفوذهم . كان المسيح رجلا عظيما وجبارا بحق . والمناورات السياسية الماكرة التي كان قسطنطين قد قام بها لا تقلل أبدا من شأن مهابة حياة المسيح . ويستمر أبطال الرواية في مناقشة الأحداث التاريخية التي صاحبت تلك الفترة وطرح آرائهم حولها قائلين :" لم يقل أحد أبدا غير ان المسيح عليه السلام كان عظيما ولم ينكرأحد ابدا ان المسيح كان موجودا وألهم الملايين وسما بهم الي حياة أفضل . وكل ما هنالك أن قسطنطين قام باستغلال تأثير المسيح الهائل وأهميتة العظيمة في العالم وبذلك شكّل وجه المسيحية كما نعرفها الآن . وهنا لب الموضوع : بما أن الامبراطور قسطنطين قد قام برفع منزلة المسيح عليه السلام بعد مضي أربعة قرون علي موته فقد كانت هناك الآلآف من الوثائق التي قد سجلت حياته علي أنها حياة انسان فان . عرف قسطنطين أنه لكي يتمكن من اعادة كتابة التاريخ كان بحاجة لضربة جريئة . ومن هنا ولدت أهم لحظة في التاريخ المسيحي . فقد أمر قسطنطين بأنجيل جديد وقام بتمويله . وأبطل فيه الاناجيل التي تحدثت عن السمات الأنسانية للمسيح وزين تلك التي أظهرت المسيح بصفات الوهية . وحرمت الأناجيل الأولي وتم جمعها وحرقها . وكان كل من يفضل الأناجيل الممنوعة علي نسخة قسطنطين يتهم بالهرطقة . وكلمة مهرطق تعود الي تلك اللحظة التاريخية وان الكلمة اللاتينية هيرينتكوس Haereticus تعني "الأختيار" . لذا فان اولئك الذين "اختاروا" التاريخ الأصلي للمسيح كانوا أول "المهرطقين" في التاريخ . ولحسن الحظ – حسب رأي دان براون - فان بعض الأناجيل التي حاول قسطنطين محوها من الوجود تمكنت من النجاة . فقد تم العثور علي وثائق البحر الميت عام 1950 مخبأة في كهف بالقرب من قمران في صحراء النقب . كما عثر علي الوثائق القبطية عام 1945 عند واحة حمادي . وقد تحدثت تلك الوثائق عن كهنوت المسيح بمصطلحات انسانية تماما بالأضافة الي أنها روت قصة الغريل الحقيقية . وقد حاول الفاتيكان جاهدا أن يمنع نشر تلك الوثائق حيث أن تلك الوثائق تلقي الضوء علي تناقضات وفبركات تاريخية تؤكد بشدة أن الأنجيل الحديث كان قد جمع ونقح علي يد رجال ذوي أهداف سياسية تتجلي بنشر - ما يسميه دان براون- ( أكاذيب ) حول الوهية الأنسان يسوع المسيح عليه السلام واستخدام تأثيره لتدعيم قاعدة سلطتهم ونفوذهم . أما بالنسبة للكأس المقدسة فقد أشارت اليها لوحات ليوناردو دافنشي ففي أشهر لوحاته "العشاء الأخير" التي صورت يسوع المسيح ورسله في اللحظة التي أعلن فيها أن أحدا سيخونه : فالمعروف أنه في قصة العشاء الأخير كان المسيح عليه السلام يجلس في الوسط وعن يمينه وعن شماله يجلس ستة أشخاص وقد أكل المسيح ورسله الخبز وبعد العشاء شرب المسيح قدحا من النبيذ بصحبة رسله – أي كاسا واحدة هي كأس القربان أو كأس المسيح : "الكأس المقدسة" لقد مرر المسيح قدحا واحدا من النبيذ كما يفعل المسيحيون اليوم أثناء المناولة تماما ... ولكن اللوحة ويا للعجب تشير الي أن كل واحد يجلس الي الطاولة وأمامه قدح من النبيذ بما فيهم السيد المسيح عليه السلام . ثلاثة عشر قدحا . وعلاوة علي ذلك كانت الأقداح صغيرة وليست لها ساق وكانت مصنوعة من الزجاج . لم يكن هناك كأس قربان في اللوحة . لا وجود للكأس المقدسة . ويبدو ذلك غريبا لأن الأنجيل وأسطورة الكأس المقدسة المألوفة يمجدان معا تلك اللحظة علي أنها اللحظة الحاسمة لظهور الكأس المقدسة . ان هذه اللوحة هي المفتاح الأساس لحل غموض الكأس المقدسة فليوناردو دافنشي قام بفضح كل شيء علي الملأ في " لوحة العشاء الأخير " فالمفروض أن تكون اللوحة لثلاثة عشر رجلا ولكن عند تفحص اللوحة نجد أن الشخص الذي يجلس في مكان الشرف عن يمين المسيح هو شخص ذو شعر أحمر كثيف ويدين ناعمتين مطويتين وصدر صغير وهذا الشخص دون شك أمرأة !! هذه المرأة تظهر في اللوحة كصبية صغيرة في السن ويبدو عليها الورع . ذات وجه يتسم بالرزانة والحشمة . وهذه المرأة هي المرأة التي بأمكانها قلب الكنيسة رأسا علي عقب . انها مريم المجدلية . ويستطرد دان براون علي لسان أبطال الرواية في شرح ما قامت به الكنيسة – حسب رأيه – كما يلي : " لقد شوهت الكنيسة فكرتنا عن مريم المجدلية خلال حملتها التي أطلقتها ضدها . فقد كانت الكنيسة بحاجة لتشويه سمعة مريم المجدلية وذلك للتغطية علي سرها الخطير وهو دورها ككأس مقدسة . لقد كانت الكنيسة تحذف من الأنجيل الذي جمع في عهد قسطنطين أي مظاهر انسانية فانية من حياة المسيح . وقد كان هناك موضوع بشري مزعج يتكرر في كل الأناجيل هو موضوع زواج مريم المجدلية من يسوع المسيح وكل هذا مذكور في السجلات التاريخية . وكان دافنشي علي علم تام بهذه الحقيقة . ولوحة العشاء الأخير هي صرخة للعالم للفت نظرهم الي أن يسوع والمجدلية كانا زوجين .. كما يمكن ملاحظة أن يسوع والمجدلية يلبسان ثيابا متماثلة تماما لكن بألوان متعاكسة فيسوع كان يرتدي ثوبا أحمر وفوقه عباءة زرقاء في حين أن مريم المجدلية كانت ترتدي ثوبا أزرق وفوقه عباءة حمراء .. كما ان المسيح وعروسه يبدوان وكأنهما متصلين عند الورك ثم يبتعدان عن بعضهما في الطرف الأعلي وكأنهما بهذه الوضعية يرسمان شكلا واضحا ألا وهو الكأس أي شكل V وهو كناية عن الكأس المقدسة أو القدح أو رحم الأنثي وهذا الرمز هو الرمز الأصلي للأنثي ( كما أن الرمز الأصلي للذكر كان ^ وكان يعرف برمز السيف حيث يمثل العنف والرجولة وهو الرمز الذي يستخدم الآن في اللباس العسكري للدلالة علي الرتبة ). ان الأسطورة تخبرنا بأن الكأس المقدسة هي القدح ، لكن وصف الغريل بأنه قدح هو في الحقيقة مصطلح مجازي استخدم ليحمي سر الطبيعة الحقيقي للكأس المقدسة . وهكذا فأن الأسطورة استعارت لفظ القدح أو الكأس للتعبير عن شيء أكثر أهمية من الكأس بكثير .. انه يرمز الي امرأة . ان الغريل أو الكأس بالمعني الحرفي للكلمة هو رمز قديم للأنوثة والكأس المقدسة تمثل المرأة المقدسة والألهة الأنثي .. وقد ضاع هذا المعني الآن بسبب محوه تماما وبشكل عملي علي يد الكنيسة . لقد كانت قوة المرأة وقدرتها علي انتاج الذرية ومنح الحياة في قديم الزمان امرا مقدسا لكنه كان يهدد قيام الكنيسة التي سيطرت عليها السلطة الذكورية . لذا فقد الصقت الصفات الشيطانية بالانثي المقدسة وشوهت سمعتها . ويستمر أبطال الرواية في طرح آراء دان براون بالقول ان الأنسان كان هو الذي اخترع مفهوم الخطيئة الأصلية الأولي حيث أكلت حواء من التفاحة وسببت طرد الجنس البشري من الجنة الي الأرض فأصبحت المرأة التي كانت يوما مانحة الحياة أصبحت اليوم عدو الأنسانية .. " واذا نظرنا الي صورة المسيح –عليه السلام- والمجدلية في اللوحة باعتبارهما عناصر تركيبية لا علي أساس انهما شخصين سنجد انهما يكونان في وسط اللوحة حرف M وهي ترمز الي كلمة ماتريمونيو – زواج أو مريم المجدلية .. لقد كان يسوع يهوديا وكان العرف الأجتماعي في ذلك العصر يحرم تماما علي الرجل اليهودي أن يكون عازبا .. كما ان لفائف البردي التي عثر عليها في واحة حمادي وفي البحر الميت تحدثت عن " رفيقة المخلص " .. وهي مريم المجدلية .. وكانت كلمة رفيقة باللغة الآرامية تعني بوضوح حرفي الزوجة – كما يقول دان براون - ( انظر انجيل فيليب) . وعندما شعر المسيح بأنه سوف يتم القبض عليه قريبا قام بأعطاء مريم المجدلية تعليمات حول كيفية متابعة كنيسته بعد أن يموت ( أي جعلها نائبة له في رعاية شؤون الكنيسة ) ونتيجة لذلك وحيث أن بطرس كان متعصبا للرجال فقد عبر عن استيائه حول قيامه بدور ثانوي لامرأة تحتل البطولة ( انجيل مريم المجدلية) .. وبحسب الأناجيل غير المحرفة - كما يدعي دان براون - لم يكن بطرس هو الحواري الذي أعطاه المسيح تعليمات تتضمن كيفية تأسيس الكنيسة المسيحية بل كانت مريم المجدلية – كان يسوع أول نصير للمرأة كان يريد لمستقبل كنيسته أن يكون بين يدي مريم المجدلية وكان بطرس يعارض ذلك .. وقد عرض دافنشي مشاعر بطرس حيال المجدلية حيث رسم بطرس ينحني بطريقة مخيفة نحو مريم المجدلية واضعا يده الشبيهة بالسيف أمام عنقها كما لو أنه يريد أن يذبحها .. وهي نفس الحركة المرعبة في لوحة سيدة الصخور Madonna of the Rocks بل هناك يد تظهر من بين جماعة الحواريين حول بطرس تحمل خنجرا والأغرب من ذلك أنه لو عددنا الأذرع سنجد أن هذه اليد لا تعود الي أي أحد علي الأطلاق .. انها مفصولة عن الجسد .. يد مجهولة .. كانت المجدلية من عائلة بنيامين من سلالة ملكية وكان المسيح عليه السلام حسب انجيل متي من عائلة داؤود –عليه السلام- وهو سليل الملك سليمان –عليه السلام- ملك اليهود . وبزواجه –كما يقول دان براون- من عائلة بنيامين ذات النفوذ يكون قد وحد بين سلالتين ملكيتين بشكل يتم فيه خلق اتحاد سياسي قوي مع امكانية المطالبة شرعا بالعرش وأعادة سلالة الملوك كما كان الأمر في عهد سليمان –عليه السلام -. ثم يفجر دان براون قنبلته الدرامية فيقول : ان قصة الكأس المقدسة هي قصة الدماء الملكية : فعندما تتحدث قصة الغريل عن الكأس الذي حمل دم المسيح تكون في الحقيقة تتحدث عن المجدلية – الرحم التي حملت سلالة المسيح الملكية .. ومعني هذا أنه كان للمجدلية ابن من المسيح .. انه أكبر سر في تاريخ البشرية جمعاء – لم يكن المسيح متزوجا فحسب بل كان أبا أيضا – كانت مريم المجدلية الوعاء المقدس .. كانت القدح الذي حمل سلالة يسوع المسيح الملكية والرحم الذي حمل ورثة المسيحية والكرمة التي أنتجت الثمرة المقدسة . كما تولت بعد ذلك احدي الراهبات وبمعرفة ومساعدة جمعية سيون السرية حماية ورعاية واخفاء هذه السلالة . ان أسطورة الكأس المقدسة بكاملها هي حول السلالة الملكية وكلمة سانغريال اتت من سان San و غريل Grail أي الكأس المقدسة وقد قسمت الي كلمتين قديما Sang Real وهي تعني حرفيا الدم المقدس .. ان سلالة المسيح الملكية هي أساس أهم اسطورة في التاريخ : اسطورة الكأس المقدسة .. لقد رويت قصة المجدلية مرارا وتكرارا عبر القرون بكل أنواع وأشكال الرموز والاستعارات واللغات – ان قصتها في كل مكان اذا أراد الأنسان أن يفتح عينيه ليراها .... ذلك هو ملخص للأفكار والأساطير والأسرار التي صبغت فترة من تاريخ المسيحية كما يراها دان براون بثها علي لسان أبطال روايتة بذكاء وبراعة مستغلا ومحللا للوحات دافنشي المشهورة والمثيرة للجدل ومقارنا لها مع ما ورد في رسائل وأقوال حواريي وتلاميذ السيد المسيح عليه السلام وفي العهد الجديد والنشاط الفكري والفلسفي العظيم والجدل الطويل الذي غلف نبوءات اليهودية والاسس التاريخية للدين المسيحي .. ولقد تلقف القراء (خاصة في الغرب) هذه الرواية بحماسة شديدة عند صدورها حيث بيع منها في عام واحد 6 ملايين نسخة وبيع منها حتي الان 40 مليون نسخة وترجمت الي جميع اللغات الحية وستخرج كفلم هذا العام .. كما قام بعض الكتاب يعارضون وينتقدون الأسس والمفاهيم التي اعتمد عليها دان براون كما هاجمت مجموعات من الكنائس وكثير من الجماعات المحافظة ادعاءات دان براون لعدم دقة معلوماته عن يسوع المسيح – عليه السلام – واعتماده علي الافتراضات والتحليلات والاساطيركما أصدر صاموئيل اون وير كتابا بعنوان (انجيل دافنشي) وايضا كتاب (تفكيك شفرة دافنشي) حاول فيه الاجابة عن الاسئلة التالية : هل حقا استخدم دافنشي فنه لأيصال معلومات سرية عن القريل المقدس ؟ هل صحيح ان الاناجيل الموجودة لا تحكي بصدق قصة المسيح _عليه السلام _ الحقيقية ؟ هل حقا تزوج المسيح من مريم المجدلية ؟ هل فعلا عين المسيح مريم المجدلية لقيادة حركة المسيحية وليس بطرس ؟ لقد كان لشخوص رواية دان براون اجابات عن هذه الأسئلة ذكروها في ثنايا الرواية وكأنها حقائق مدعمة بأعمال واراء مؤرخين وباحثين ... وقد حاول صاموئيل في كتابه المذكور اعلاه الوصول الي الحقيقة بمراجعة مصادر دان براون ومدي صدقيتها .. وهل ما قاله عن السيد المسيح عليه السلام والمجدلية يستند الي أي مرجع أو دليل تاريخي .. واستخلص من كل ذلك ان هناك من الاخطاء ما يجبر القاريء علي معاملة كتاب دان براون كرواية وليس كمستند للحقائق .... اما المسلمون فيرون ان الله سبحانه وتعالي قد وهب مريم غلاما زكيا يكون نبيا كريما طاهرا مكرما مؤيدا بالمعجزات . قال تعالي :" قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا. قالت اني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا . قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا " .. وأنه عبد الله ورسوله . قال تعالي :" قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " .. وان الله قد رفعه اليه . قال تعالي : " وقولهم انا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا . بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما " ... ... وعلي كل حال فعلي القاريء ان يتعامل بحذر شديد وهو يقدم علي قراءة هذه الرواية .. فالرواية تموج بالخيال والاسرار والاساطير والافتراضات والتحليلات ولكنها قد كتبت ببراعة وذكاء وتشويق واثارة للجدل والاهتمام الذي يذداد يوما بعد يوم .. !!! الدكتور عباس محمد حسن