زندقة ) شيخ ...أم ... ( زنقة ) شيوخ ..؟؟؟
اليكم
(زندقة ) شيخ ...أم ... ( زنقة ) شيوخ ..؟؟؟
الطاهر ساتي
tahersati@hotmail.com
* لن نجادل الدكتور الترابي في أفكاره الأخيرة ... لسنا علماء و لا شيوخ ولا أئمة .. بل مثل عامة الناس نكتفي بطاعة الله بفعل الحلال البين واجتناب الحرام البين و نسأله تعالى الا نقع في الأمور المتشابهات وإذا وقعنا نسأله المغفرة و رحمته الواسعة ... !!* و عندما نثر د . الترابي أفكاره - التى اسماها البعض بالفتاوى - في الهواء الطلق ، اخترنا لآذاننا مقعد الاستماع ولأفواه أقلامنا مقعد الصمت ، و من باب رحم الله امرئ عرف قدر نفسه و فكره و علمه لم .. ولن ندخل ساحة النقاش و الجدال ، و لا نزال .. وسنظل نجلس بعيدا نرصد ردود الأقوال والأفكار ..!!* ولان الأفكار ذات صلة بعقيدة المسلم فان ساحتها يجب الا يدخلها الا من أكرمهم الله بنعمة العلم العميق و المتعمق في كتاب الله الكريم وسنن المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) .. ليخرج منهما النص و الحجة والمنطق و البرهان و الدليل ثم يخاطب بهم د . الترابي مؤيدا أو رافضا لأفكاره ..!!* و لكن ما يحدث حتى اليوم في تلك الساحة - ساحة العلماء و الشيوخ والمفكرين - يكشف لنا بما لا يدع مجالا للشك بان العلماء والشيوخ الذين يقفون امام د . الترابي وأفكاره ما هم الا رجال مثلنا -نحن العامة - .. بل قد نكون نحن متقدمين عليهم بالاعتراف بعدم إجادتنا للإفتاء ، ثم الإيمان بالنص النبوي الشريف (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) ..!!* كل شيوخنا و علمائنا الذين توسمنا في أفكارهم حوارا .. و في علومهم برهانا .. و في اجتهادا تهم حججا .. وفى عقولهم دليلا .. للأسف خيبوا ظننا .. لم يقدموا برهانا ، لم يطرحوا حجة ، و لم يجتهدوا قليلا .. فقط اندهشوا مثلنا و ثاروا مثلنا و غضبوا مثلنا و اتهموه ب ( الزندقة ) ... و خرجوا من الساحة بعد توصية الدولة والقضاة بفرضية محاكمته .. !!* وتهمة ( الزندقة ) التى توصل إليها علماؤنا في رابطتهم الشرعية بعد ( 72 ) ساعة فقط من خروج أفكار د . الترابي للناس هي تهمة يستطيع اى من يمشى على قدمين - بلا فكر- إطلاقها في وجه الآخر .. و هي تهمة ليست بحاجة لتفكير مرهق أو بحث متعمق ..و كثيرا ما يتبادلونها صبيان المنطقة الصناعية فيما بينهم .. و لا يدان بها احدهم .. !!* و كثيرا ما قلنا إن الفرق بين الشيخ الترابي و شيوخنا الآخرين هو ان الشيخ الترابي يتقدمهم بحثا و فكرا وتحليلا .. و يسبقهم بفارق فقهي طويل .. لذا يفاجئهم دائما بالجديد من الاجتهاد .. ثم يتقدم تاركا إياهم يسبونه ويلعنونه ويتهمونه ويكفرونه .. ويعلقون ضعف برهانهم وهوان دليلهم و وهن حجتهم في شماعة ( الزندقة ) ...!!* هكذا السباق الفكري و الفارق الفقهي بين الشيخ الترابي و شيوخنا الآخرين منذ نصف قرن تقريبا .. والشواهد كثيرة و معلومة و لستم بحاجة للتذكير .. ولم يحدث أن قابل الشيوخ فكرا من أفكاره أو اجتهادا من اجتهادا ته بالحوار و الحجة و النقاش و المجادلة معه بالتي هي أحسن حتى يهزمونه .. بل كل مرة يهرولون صوب المحاكم و شماعة (الزندقة ) .. ثم يعودون في نهاية المعركة إلى اجتماعاتهم في ( هيئة علماء السودان ) .. أو إلى تجهيز فتاوى ( المثنى والثلاث والرباعي ) .. مع فرضية تقصير طول الجلباب و وضع الحناء على اللحى ...!!* علينا نحن -اهل السودان - ان نفتخر بان شعبنا و وطننا قدما لساحة الفكر الاسلامى شيخا و مفكرا في قامة الدكتور الترابي نجح باجتهاداته الفكرية ان يحرك سكون أفكار الآخرين في كل مكان يؤمن بالإسلام دينا .. و اختلافاتنا السياسية معه يجب الا تنسينا بان العالم الاسلامى بحاجة إليه و إلى أمثاله لينقبوا و يتبحروا في أصول الدين .. و للمجتهد أجران إذا أصاب .. وأجرا إذا اخطأ ..!!*أما شيوخنا الأجلاء الذين لا يجتهدون - و يغضبون إذا اجتهد الشيخ الترابي - فإننا رغم فوارق المقامات ننصحهم بان يلتزموا بقواعد الحوار و آداب التفا كر و شروط المجادلة امام حوار و فكر و جدال الشيخ الترابي و غيره .. وعليهم الا ينصبوا أنفسهم أوصياء وأنبياء وأحكاما على فكر و عقل احد .. بحيث إذا توافق معهم قبلوه وإذا اختلف كفروه .. !!* ورغم انف عقلي الرافض لاستيعاب وقبول أفكار الشيخ الترابي الأخيرة ، نرجو من الدولة الامتثال لأمر الدستور بحماية حرية الرأي و التفكير و الاجتهاد .. و حماية أصحابها من علماء الإرهاب.. و فتاوى العنف التى مصدرها الجهل بالشئ أو... ( الحسادة )....... الله اعلم .......!!
<< Home