تعقيبا علي رد د. أمين شرف الدين إبراهيم -شيفيلد بريطانيا
تعقيبا علي رد د. أمين شرف الدين إبراهيم -شيفيلد بريطانيا علي مقالنا
في اطروحات الترابي
أولا: أهنئك علي تسويقك ودفاعك المستميت عن الشيخ الدكتور.. والذي تسنده علي وجهة نظرك نحو الطريقة الوهابية.. فبالله عليك مالنا نحن في السودان والوهابيين..فأغلبية الشعبي السوداني يتبع المذهب المالي..وهو من أبسط المذاهب وأهونها تشددا.. فموضوعنا عن ما صدر عن الشيخ حسن وليس عن شيء أخر.. وقد لا يختلف اثنان علي الأسانيد التي أوردتها دفاعا.. ولكنني يا أخي الدكتور المثقف الواعي..أنا عندما تناولت الموضوع .. للمقارنة بين أقوال وأفعال الدكتور ومجمل الحال السوداني..بحيث أن الدكتور مسييس للفكر الإسلامي..ويكفي ما حدث بعد ثورة يونيو والتي أتت متممة لمشروع سبتمبر الذي ابتدعه شيخنا هذا..وكل ما حدث ويحدث في السودان خلال الثلاثة والعشرين عاما التي مضت وما سيأتي سببه أفكار هذا الشيخ..ولا اشك إذا كان أحدا غيره قال ذلك.. لكفره وردده شيخنا هذا كما فعل سابقا بحجة أن جدالا ساقه المرحوم محمود محمد طه حول الصلاة وسقوطها ..الخ..والتي حتى لم يتبين نوعية الإشكالية ومجرياتها في حيثيات الحكم في القضية التي استغرقت دقائق..ليبتسم الشيخ عند صدور حكم الإعدام ..آنذاك.. والحقيقة حتى اليوم لا يعرفها أحد.. اللهم إلا القضاة وشيخنا هذا..
وإذا سلمنا جدلا فيما طرحته أن ما يعنيه الشيخ هو التجديد والتحديث في شرعنا وتشريعنا..الخ.. فهل يعني هذا أن ينسخ بشرا قول الله عز وجل؟؟ أو حتى أن يقارن بين كلام الله وبنات أفكار هذا الشيخ الذي يفند القول بما يحلو له هو فقط؟
فبالله عليك يا دكتور دعنا نستعن بك في تفسير آلاتي لأنك متأثرا بالترابي لدرجة الفكرية الأكاديمية:-
في شرع المواريث انزل الله ما مفاده.. أن للذكر مثل حظ الأنثين.. فماذا يا تري يقصد الله بذلك مقارنة بقوله في الاية الكريمة التي تضمنها قوله..رجل وأمرأتان.. في مضمون الشهادة..ولماذا تضمنت ..تذكير احداهما للآخري اذا أضلت.. ومالمعني من ذلك..أفتئنا أنت وشيخك..بالله عليكم..ولا شك أنكم لولا الملامة لقلتم لنا أن الله عز وجل وتنزه عما ستقولون .. بأنه متعنصر ضد المرأة.؟؟
فلن أجادلك في الإمامة أو الصلاة المختلطة التي ابتدعها الشيخ ..مع العلم حتى هو نفسه وفي بيته لا يقبل الاختلاط..فكيف بالله عليك أن يوردها ويحققها في الوقوف بين يدي الله عند اسمي الشعائر التي هي عماد ايماننا وركيزة المسلم..وبمثابة الكردت كارد..حتى أقربها لك بلغة البلد التي أنت وأنا تحوينا.. وفقط أود منك أو شيخك أن يساعدنا علي فهم :-
(1)- النصارى يقولون المسيح بن مريم عليه السلام بن الله
(2)- اليهود يقولون أن عزيزا بن الله
ففسر لنا بالله عليك أفادك ونفعنا بعلمك خلفا لشيخك وبين لنا ما هي مقومات الكفر والشرك بالله في عرف الشيخ الترابي ومفهومك لمذهب الترابي الحديث والذي يحمل رقم المذهب التاسع بين الائمة..ماذا يعني الشرك أو الكفر إذا لم يكن إنكارا لوحدانية الله والذات الإلهية وتكذيبا لرسله وما أنزل وتحريفا لكلمه وكتبه..وجحودا لوجوده ونكرانا ليومه الذي وعدنا به ويجمع الناس فيه لحساب عظيم..؟؟...فأريد رأيك أنت يا دكتور..ودعك عن رأي الشيخ حسن.. حيث تقول أنت حول أطروحات الدكتور الترابي من أجمل ..هل نفهم من هذا الرأي أنها أجمل مما أنزل الله في محكم تنزيله..؟ وأن كلام الترابي وآراءه وافتاءاته.. تنسخ قول الله..وتبطله؟؟؟
فأن الحداثة ليست في تفسير الأمور لتتماشي مع منهجية سياسية بعينها أو نهج فكري بحد ذاته كما يفعل الدكتور الترابي وللآسف..لشيء في نفس يعقوب.ولإزكاء روح الفتنة والعداوة في الوقت الراهن بالذات..وكلنا يعلم أن من أراد الغرب أن يؤازره فليطرق باب الحقوق والواجبات في التوجهات الحالية للمجتمع الإسلامي والعربي..وخاصة في موضوع الطفل والمرأة وحرية التعبير ..الخ.. والشيء الذي لا يعرفه الجميع ..أن الترابي هو من أكثر الناس هضما لحقوق المواطن..لدرجة التدخل في عقيدته..وآراءه الدينية وتوجهاته الحياتية..فأول من أغرق النيل بزجاجات الخمر..المكسرة ولوث وتسبب في كارثة بيئية ونفقت آلاف الأسماك..وتسبب في تخريب شواطئ النيل لأكثر من ميلين بالزجاج المكسر والذي رمي به في الماء..وان كل من تجرحه وخدشته قطعة زجاج منذ العام ثلاثة وثمانون داخل المياه عند ممارسته لحقه الطبيعي..ذنبه علي الترابي.. ويأتينا بعد كل ما فعل و بعد أن أفقد جمع ليس بالقليل من التجار ولنقل أهل الكتاب الذين كانوا يعتاشون علي الخمور والحانات..يقول لنا اليوم أن الخمر ليس فيه شيء إذا لم يكن يتبعه جرم؟؟؟
ما هذا الهراء..والتخريف....لذا عليه العمل علي تعويض كل من كان معتاشا علي تجارة الخمر والحانات عما فقد من تجارة خلال السنوات الماضية كلها..فكما هو يفتي.. أخرج له أنا الآن بالفتوة التالية:-
بسم الله الرحمن الرحيم.. وبما أ، الله عز وجل أوصانا خيرا بأهل الكتاب..وبما أن الشيخ حسن الترابي..أكد في فتواه بتاريخ السادس من أبريل من هذا العام..أن ديننا الحنيف لا يمنعنا من التعامل مع أهل الكتاب واحترام حقوقهم وعدم التعدي عليهم..وصيانة حقوقهم الإنسانية في التزويج..منهم أو لهم.. وعلي ما أكده الشيخ الترابي بأن الخمر ليس فيه شيء ما لم يأت بجرم وجناية.. وعليه .. أن ما فعله الشيخ حسن.. وما استصدره في العام ثلاثة وثمانون وتسعماية والألف..أبان حكم المخلوع نميري حيث كان الوصي الإسلامي..والنائب العام ووزير العدل..والمشرع والمجيز لقوانين سبتمبر..والتي حرمت الاتجار والتعاطي للخمر..والتي بموجبها صادر وأباد تجارة..الأشقاء في الوطن والأخوان في الوحدانية ..من الأقباط والنقادة ومن أهل الكتاب..مما أدى الي كساد عيشهم..وتسبب في تشتيتهم..وإفقارهم..مما أدى الي هجرة الكثيرين منهم بحثا عن مكان آمن تصان فيه حقوقهم الدستورية والإنسانية.... وعليه واستنادا علي ما أفتي.. وبناءا علي أنه كان من عرابي الأنظمة وهذا النظام وما يزال يصول ويجول في شئون خلق الله..يكفر من يشاء ويمسح ويسلم من يشاء.. فلا بد عليه أن يناطح هذا النظام الذي يدعي أنه تخلي عن.. وأن يعمل علي مطالبة.. نعم نقول له يجب مطالبتك.. لمطالبة هذا النظام..باعتباره القائم علي أمر الحكم في السودان مهما كان واقعيته.. ليتم تعويض المتضررين من جراء تنفيذ قوانين سبتمبر.. والتي أدت الي إغلاق آلاف المحال التجارية والمقاهي والنزل والأماكن السياحية والمطاعم والحانات التي كان أهل الكتاب يعتاشون منها بما يحل لهم ذلك من دياناتهم..وكذلك تشريد آلآف منهم وإجبارهم قسريا علي ترك وطنهم والهجرة الي مواطن أخري يمارسون فيها حياتهم بأمان..
وذلك يا دكتورا مخالفا لحقوق الإنسان والنصوص الشرعية للمواطن وحماية حقوقه وعدم معارضته وإعاقة ما يمارسه من عمل واتجار وكسب لقوته وحرية الحركة..وعدم قصد طائفة أو فئة معينة من الناس ..لدينهم أو لونهم أو عرقهم أو لأفكارهم وعقائدهم..وممارستهم الجماعية..ومعاقبتها بتوجيه بعض القوانين وسنها ضدهم..للحد من تكاثرهم وتكوين كيان لهم.. هكذا تقول البنود كل في المادة 1951 لميثاق الأمم المتحدة بخصوص حقوق الإنسان والأفراد والاقلييات وتشريعاتها وتعديلاتها وملحقاتها..وهنا في بريطانيا يا دكتور وكما تعرف يوجد دليل كامل لقوانين حقوق الإنسان والأفراد والجماعات..ولا شك انك تعرف المادة 1998 لحماية حقوق الإنسان التي اقرها البرلمان البريطاني لتتماشى مع قوانين الاتحاد الأوربي والقوانين والمعاهدات الدولية..لتتماشى مع القوانين البريطانية في المحاكمات وحماية حقوق الأفراد..
فهل نغفل عن كل ذلك ويتجاهل الدكتور الترابي وتعاونه أنت في تناسي تبعات ما سن من تشريعات وما أمطر السودان به من فتاوى وقوانين تصدر من مباشرة..وما اعترافه الأخير بأن الدستور السابق هو الذي كتبه وبنفسه ولوحده.. إلا دليلا علي أن الرجل صال وجال في كل المجالات التي لها تأثير مباشر بالحياة اليومية للمواطن السوداني..فهذا الرجل يا دكتور لا تعرفه أكثر مني .. فقد كنت أسكن علي بعد أمتارا منه.. في الفترة من ثمانية وثمانون وحتى أكتوبر تسعة وثمانون واطلعت وكنت اطلع عن قرب ماذا يدور هناك..
لذا بناءا علي فتاوى الدكتور الترابي وتأكيد بما جاء علي متن مقالك والأسانيد..نرجو من الترابي العمل علي قيادة حملة لتعويض من تضرروا من جراء قوانين سبتمبر بحيث كان هو المسئول عما جري لمن ينتمون الي الديانات الأخرى والتي يقر الدكتور بحقوقها الآن وتسانده بادلتك..
ألا تتفق معي علي أن لابد من رفع دعوة قضائية في محكمة حقوق الإنسان..للمطالبة برد حقوق المتضررين وصرف تعويضات عن التلف الذي ألحقه الترابي ونميري بممتلكاتهم آنذاك..وتعويضهم عن الخسارة التجارية حتى تاريخ اليوم لما فقدوه من أعمال وأموال..من جراء تصرف الترابي في أموالهم باسم وحجة الشريعة الإسلامية والتي يأتي اليوم ليبطل نصفها بفتاواه..الحديثة.. ولتكن الدعوة مرفوعة باسم إخوانا الأقباط والنقادة ومن أهل الكتاب الذين تضرروا من جراء تطبيق قوانين سبتمبر والذي كان يومها الترابي يكاد أن تسقط أسنانه من الابتسام والضحك الديني.. علي تكون الدعوة ضد كل من:-
(1)- حكومة جمهورية السودان
(2)- الشيخ حسن الترابي..المشرع والمطبق الرئيسي للقوانين
(3)جعفر محمد نميري حمد - الرئيس السابق لجمهورية السودان والذي علي عهده سنت وطبقت التشريعات والقوانين وباعتباره من أجاز ما قدمه له الترابي من قوانين..بحجة ولاية وإمامة المسلمين..
(4)الدكتور حسن الترابي - بصفته الشخصية.. لخداعه لنميري وتزيين الأمور له حتى يمرر قوانين سبتمبر.. وكذلك خداعه للشعب السوداني..بناءا علي تفنيده فيما أفتى به حديثا ليبطل به ما أفتي به سابقا..
فأرجو جميع الاخوة الذين تضرروا من جراء تطبيق قوانين سبتمبر ومن فقدوا تجارتهم وممتلكاتهم.. وممن صادرت البنوك رهوناتهم التجارية للإقراض لعدم تمكينهم من الوفاء بالتزاماتهم المالية جراء إفلاسهم بسبب تكسير زجاج تجارتهم المنقولة وهي الخمور آنذاك..وإغلاق محلاتهم وأماكن تجارتهم وكسب عيشهم.. الاتصال بنا وتزويدنا بإجمالي ما فقدوا آنذاك.. والتعويضات التي يرغبون فيها لتغطية سنوات منعهم من تجارتهم وممارسة حقوقهم التي يكفلها العرف والدستور السوداني بصفتهم مواطنين.. وذلك علي البريد الإلكتروني:-
khidirkarrary@hotmail.com
ولنتمكن من تزويدهم بعنواننا البريدي وهواتفنا للاتصال والتوضيح وتزويدنا بوكالات نيابة عنهم للعمل علي إجراء اللازم..
فأرى وتتفق معي أيها الدكتور الجليل شرف الدين أن هذا هو أبسط واجب يمليه علينا ضميرنا الإنساني ويحضنا عليه ديننا الحنيف وهو أن نرد الحقوق الي أهلها وخاصة إذا أخذت منهم وهم في حالة ضعف طبقي أو جسدي أو مادي الخ.. وما أفتي به الترابي مؤخرا ما هو إلا اعترافا وتأكيد بأن ما أجرم به في حق أهل الكتاب سابقا والذي اعترف بحقوقهم لاحقا اليوم..يحق لهم به المطالبة بما سلب منهم..والسبب الأداء الدكتور الترابي هذا..
ودعك من الهجوم علي الوهابية والتي لا صلة لنا بها وإنما نحن من المتصوفة المعتدلين ومن نفس الأصول الدينية التي أتي من صلبها الترابي هذا..
كما أرجو قراءة تحليل الأخ طارق الجزولي بخصوص مسلك الترابي الإفتائي..ولا أراك تأبي أن ترد عليه..لأنه استوضح للناس بأشياء غائبة عنهم ولم نكن نود سردها لمعرفتنا وعلما بها ولكننا أثرنا أن تأتي من طرف آخر ..حتى لا نتهم بالعمالة أحد..
فليستعد محامو الترابي وما أكثرهم..للدفاع عنه في المحاكم الأوربية وبالصفة الدولية للمطالبة بحقوق المظلومين كما يطالب المجتمع السوداني والدولي بمحاكمة مرتكبي انتهاكات شتي في دار فور..ونري أن انتهاكات حقوق الاقلييات من أهل الكتاب والديانات الأخرى بسبب تطبيق قوانين سبتمبر من قبل الترابي..تنزل بمنزلة انتهاكات دار فور..بحيث كانت حربا طاردة ولتفريغ المجتمع السوداني من أقلييات بعينها لانتمائها العرقي والديني..وتدخل في مفهوم وتفسير الإبادة الجماعية..
ولنا متابعة
ودمتم
خضر عمر - بريطانيا
<< Home