Thursday, May 25, 2006

فتاوى «الترابي» الإعتذارية- 1)

شهادتي لله

الهندي عز الدين عمر

elhindiizz@yahoo.com

فتاوى «الترابي» الإعتذارية !! (1)

* ماذا يريد الشيخ الدكتور «حسن الترابي» من إطلاق تلك الفتاوى (الغريبة) التي خرج بها على أمة المسلمين قبل أيام ؟! هل يريد الترابي - حقاً - كما قال الشيخ «عبدالجليل النذير الكاروري» أن يعتذر للغرب (الكافر) عن عزائم (الإنقاذ) و أصوليتها الجهادية عندما كان منظِّراً للدولة ، و(حاكماً) لها من الباطن ؟!* ولكن هل يبلغ الحرص على الإعتذار - لِمَنْ لا يستحق درجةً من (الإنهزام) تجعل قائد ثورة الإسلام السياسي ورائد دولة المشروع الحضاري في السودان يتجاوز حد الإجتهاد والتجديد فيما يتعلَّق بفروع الدين فينطلق - غير عابيء - للإطاحة بالثوابت وإجماع أهل السلف الصالح من زمن الرسول الخاتم (ص) وإلى زماننا هذا ؟!*

إن الدكتور «الترابي» جًّوز إمامة المرأة في الصلاة - تماماً كما فعلت أمينة ودود في أمريكا قبل عام بالضبط - جوَّزها إستناداً إلى حديث الرسول (ص) إلى «أم ورقة» عندما هم المسلمون بالخروج من «المدينة» إلى القتال وكانت تتوق إلى مصاحبة جيش المسلمين ، فقال لها «النبي» : (إذهبي وصلِّي بأهل دارك) ..فتمسَّك «الترابي» بهذا الحديث لتبرير فتواه إلى درجة جعلته يفسِّر معنى (الدار) تفاسير مدهشة ، فيقول إن الدار لا تعني البيت ، فالناس في السودان يقولون (دارفور) لتسمية الإقليم الشاسع !!..* لكن الناس يا شيخ حسن .. عندما يقولون «دارالمؤتمر الشعبي» - مثلاً - فهم لا يقصدون تحديد جغرافية إنتشار حزب الترابي في السودان ، وإنما يقصدون بدار المؤتمر الشعبي ذلك البيت المُستأجر الذي يقع في مساحة محدودة بضاحية الرياض بالخرطوم !!... وكذلك يكون المعنى عندما نقول «دار حزب الأمة» ، ودار المؤتمر الوطني !!... وكُلها بيوت ، ومنازل ، وفلل وليست أقاليماً وبلاداً !!...

* وعندما كان شاعر الجاهلية الأشهر «عنترة بن شداد» يردد في قوافيه : (يا دار عبلة) ، فإنه - بالتأكيد - لم يكن يعني أن كل أرض الجزيرة العربية تُمثِّل إمتداداً لـ (دار عبلة) !!!... وإنما كان يقصد بيتها ومضارب أهلها المحدودة ..* أما «دارفور» فقد تم التواضع على التسمية منذ قرون وذلك لأن «قبيلة الفور» كانت هي القبيلة السائدة هناك عدداً ، وحُكماً ، وسلطاناً .. لكن «الفور» ليسوا شخصاً واحداً .. رجلاً .. أو إمرأة ...الفور قبيلة تضم بضع ملايين من بين البشر ولهذا فإن إمتداد حركتهم مكاناً وزماناً ، لا يشبه إمتداد (دار) الصحابية الجليلة أم ورقة .

* ثم إن «أم ورقة» عندما وجَّهها الرسول (ص) بالصلاة بأهل دارها كان جميع رجال (المدينة) وربما بعض نسائها ، في طريقهم إلى الغزوة مجاهدين ، ولذلك فإنها كانت ترجو - رغم إنها إمرأة - أن تخرج للقتال مع الرسول (ص) ، فكيف يبقى ضمن أهل دارها رجلٌ يكون من (المخلَّفين) الذين ذكرهم القرآن فتؤمه للصلاة ؟!...* ولم يعرف تاريخ الإسلام منذ نزول الوحي إلى النبي الخاتم أن سيدنا محمد «ص» قدًّم إمرأة للصلاة بالمسلمين ولو كانت هناك إمرأة تستحق أن تؤم المسلمين ، لكانت أم المؤمنين السيدة «عائشة» فهي أولى بهذا الشرف !...لكن «أم المؤمنين» كانت تستدعي غلاماً لها ليؤمها بصلاة التراويح بعد وفاة الرسول (ص) .* لقد رفضت ثلاث مساجد في «نيويورك» أن تسمح للمُضِلَّة الفاجرة «أمينة ودود» بالصلاة إمامةً للمسلمين ، فكيف يتحدَّث «الترابي» في الخرطوم عن إمامة المرأة ؟!!.....